الموت الأسود

بين العام ١٣٣١ و١٣٥١ اجتاحت أوروبا موجة من وباء فتاك قضت على ما يقرب من ٤٠٪ من سكان القارة أُطلق عليه فيما بعد بالموت الأسود أو الطاعون الأسود.

أسباب الطاعون

Yersinia Pestis

وفقا للأبحاث التي أجريت، يعتقد العلماء أن هذا الوباء تسببت به بكتيريا تسمى Yersinia Pestis نسبة إلى مكتشفها الأول الطبيب الفرنسي السويسري Alexandre Yersin وهي بكتيريا تحتفظ بها القوارض كالفئران وتنتقل إلى البشر عن طريق البراغيث التي تعيش على هذه القوارض ثم تلدغ الإنسان، أو نتيجة عض الفئران المعدية للإنسان بشكل مباشر، أو من إنسان إلى آخر بشكل مباشر عن طريق الرذاذ والكحة والعطس.

تاريخ الوباء

حسب الدراسات فإن أول ظهور لهذا الوباء سُجل في آسيا إما في الصين أو الهند والتي كانت حينها تحت حكم المغول الذين كانوا في أوج توسعهم واجتياحهم للعالم. وانتقل المرض إلى باقي العالم عبر طريق الحرير التجاري الذي ربط بين آسيا وأوروبا.

إلا أن المؤرخون يرجعون السبب الرئيسي لوصول هذا المرض إلى أوروبا هو عندما قام القائد المغولي "جاني بيغ" بحصار مدينة كافا Kaffa في شبه جزيرة القرم - في أوكرانيا حاليا - حيث بدأ المرض في الانتشار بين جنوده. فقام المغول بأمر من "جاني" بإلقاء جثث الجنود المصابة بالمنجنيق إلى داخل أسوار المدينة. فأصيب أهل المدينة بالمرض وهرب كثير منهم خاصة التجار الذين عادوا إلى بلادهم حاملين معهم الوباء لينتشر في بعدها كالنار في الهشيم في جميع أنحاء العالم.

نتائج الوباء

قضى الوباء على ثلث سكان أوروبا إلا أنها لم تكن وحدها المصابة، فقد وصل الوباء إلى الشام عن طريق القسطنطينية ثم إلى غزة ثم وصل إلى مصر حيث قضى ٤٠٪ من سكان مصر وقتها. كما أنه وصل إلى اليمن كذلك.

إجمالا، يعتقد أن الطاعون الأسود قضى على ما يقارب ١٠٠ مليون شخص حول العالم حيث انخفض تعداد سكان العالم في ذلك الوقت من ٤٧٠ مليون إلى ٣٧٠ مليون، واحتاجت البشرية حوالي ٢٠٠ عام لتعود بالتعداد إلى ما قبل الوباء.

ختاما

يبقى أن تعلم أن أهم أسباب ظهور وانتشار المرض هو حالة الفقر التي اجتاحت العالم وقتها نتيجة حروب المغول الهمجية التي أثرت بشكل بالغ على الزراعة، فأدى ذلك إلى نقص الغذاء. أيضا عدم وجود ثقافة النظافة العامة والشخصية في فترة العصور الوسطى في أوروبا وانتشار القمامة وجثث الحيوانات في الشوارع مما أدى لانتشار القوارض التي حملت معها المرض.