صحبة الكلب
هل لاحظت يوما في منطقتك أو الحي الذي تعيش فيه مجموعة الفتيان المجتمعة حول كلب مملوك لأحدهم وكيف يتصرفون مع بعضهم أو مع المارة؟ وهل لاحظت مدى انتشار تلك الظاهرة بين الشباب في الآونة الأخيرة؟
كثُر في مجتمعنا ظاهرة اقتناء الكلاب، فالكل يريد ان يكون معه كلب من سلالة مميزة ليتباهى به وسط أقرانه وأصدقاءه.
الكثير من أصدقائي اقتنوا كلبا بطريقة أو بأخرى ومعهم أحلام بأن تتكاثر هذه الكلاب وتنجب الكثير من الجراء فيبيعونها. لكن للأسف دائما ما كانت تتحطم تلك الأحلام عندما تموت تلك الكلاب نظرا لسوء الرعاية والاهتمام.
فالكثير من الشباب لا يعرفون كيف تُربى الكلاب ولا كيف يتم العناية بها طبيا ونفسيا. فيتركونها في أماكن غير نظيفة ويطعمونها طعاما غير صحي ولا يهتمون بعلاجاتها وتطعيمها، فيكون مصير تلك الكلاب المسكينة في النهاية هو الموت. فهم في الأساس غير قادرين على إعالة أنفسهم ناهيك عن رعاية والإنفاق على روح أخرى.
الشِلّة
بين وقت وآخر أجد أحدا من الجيران قد أتى ومعه كلب يتباهى به، فيجتمع حوله أصحابه في الشارع بين متباهي ومتعجب ومتساءل. وكلما تأملت في تلك المجموعة الملتفة حول الكلب أجدها دائما تحتوي على أدوار وشخصيات ثابتة ومكررة في كل مكان.
ستجد دائما في تلك الصحبة هذه الشخصيات التالية مع بعض الاختلاف البسيط هنا أو هناك إلا أن المضمون يظل واحدا:
١- كثير السؤال
وهو ذلك الشخص الذي لا يكف عن تلك الأسئلة المملة من نوعية، "ماذا يأكل هذا الكلب؟" أو "ما نوعه؟" و"لماذا هكذا لونه؟" وغيرها من الأسئلة التي لا يكف عن طرحها طوال الوقت وبلا هدف.
٢- الجبان
وهو شخص يخاف الكلاب من الأساس ولكنه اضطر أن يقف مع هذه الشِلة وهو متضرر، فتجده يصرخ كلما اقترب منه الكلب ويطلب من صاحبه أن يبعده. فيقوم باقي الصحبة بمضايقته أكثر ويدفعون الكلب تجاهه ليتندروا على ردة فعله.
ورغم أن المنطقي هنا أن يغادر هذا الشخص المكان ويرحل حفظا لكرامته، إلا أنه برغم ذلك - ولسبب ما – يظل واقفا معهم ولا يتركهم ويستمر في الصراخ والفزع كلما اقترب منه الكلب.
٣- المدعي
وهو شخص غالبا ما ينتابه شيء من الحقد على صاحب الكلب وكيف أنه اشترى كلبا من سلالة مميزة وهو لا. فتجد هذا الشخص طوال الوقت يدعي بأنه أكثر علما وخبرة بأمور الكلاب من صاحب الكلب، وأنه يستطيع أن يربي الكلب بطريقة أفضل ويرعاه بصورة أحسن.
٤- الموسوعة
ستجد في تلك الصحبة أيضا هذا الشخص الموسوعة، الذي يعلم كل شيء عن الكلاب. فتجده دائما ما يشارك بمعلومات هي في الأغلب مغلوطة، مثل: "هل تعلم أن الكلاب لا تأكل كذا وكذا؟" أو "هل تعلم أن الكلب لا يعيش في ظروف كذا؟" و"هذا الكلب لونه هكذا لأن أمه من فصيلة كذا بينما أبيه من فصيلة كذا". وغالبا ما يتعامل باقي الصحبة مع هذا السيل من المعلومات بالتجاهل وعدم المبالاة.
٥- المنتقد
وهو الشخص الذي ينتقد كل تصرفات صاحب الكلب ويراه دائما مخطئا في طريقة رعايته. فينتقد طريقة اطعامه ومسكنه وطريقة تدريبه وكل شيء. وغالبا ما يكون الحقد دافعه لذلك مثل الشخص المدعي المذكور سابقا.
٦- الچان
ذلك الشخص الذي يرى في نفسه خفة الظل فيقوم بمضايقة الفتيات المارة في الطريق أو التباهي أمامهن بالكلب - الذي ليس ملكه أصلا – وكلما مرت فتاة من أمامه وبدى عليها الخوف من الكلب، بادر هو بإمساكه ومحاولة الظهور بمظهر الشاب المنقذ مع بعض العبارات السمجة والممزوجة ببعض البلاهة من نوعية: "يمكنك المرور، لا تخافي أنا أُمسكه جيدا". فتمر الفتاة وهي في غاية الاشمئزاز.
٧- صاحب الكلب
يقف وسط تلك الصحبة مزهوا بكلبه، وتعلو وجهه ابتسامة رضا وفرح بانبهار أصدقائه وغيرتهم منه. لا يتحدث كثيرا تاركا كل واحد منهم ليقوم بدوره بينما يشاهدهم هو باستمتاع. وغالبا ما يكون اقتنائه لهذا الكلب هو من قبيل رغبة المؤقتة لتجربة شيء جديد هو لا يعلم عنه الكثير. فسريعا ما يموت منه الكلب المسكين ويعود هو كما كان وسط أصحابه.
٨- الكلب
هو في الأغلب مخلوق مسكين ساقه حظه العسر أن يكون وسط تلك المجموعة من المتسكعين الذين لا يجدون شيئا مفيدا ليفعلوه بوقتهم. يقف بينهم ليتجاذبه هذا وذاك وهو ينتظر بفارغ الصبر مرور الوقت ليعود لمسكنه وينام بهدوء بعيدا عن هؤلاء الفتيان.
لا تنس أن تشاركنا رأيك بالتعليق والإعجاب . وأيضا، إعادة نشر المقال مع أصدقائك
ما هو رد فعلك؟