معاني الأحرف العربية
الأحرف العربية لها طبيعة مختلفة عن أحرف اللغات الأخرى. وأسمائها كلمات بحد زاتها. فهل لذلك سبب منطقي؟ وهل لهذه الأسماء معاني لا نعلمها؟
إذا تأملت في الأحرف العربية تجد بها شيئا غريبا، فمثلا حرف ال(أ) يسمى (ألف) فتجد أن اسم الحرف في حد ذاته يشتمل على أحرف أخرى ولكن عند النطق لا نأخذ سوى أول حرف. نفس الشيء تجده في باقي الأحرف مثل (عين)، (صاد) إلى أخره.
هل فكرت يوما ما سبب ذلك؟ وهل لأسماء الأحرف العربية معاني لا نعلمها؟ لمعرفة إجابة السؤال دعونا نرجع بالتاريخ إلى أصل الكتابة وأولى اللغات والكتابات القديمة.
الكتابة
أول ما بدأ الإنسان الكتابة اعتمد في كتابته على الأشكال من حوله في الطبيعة، فمثلا إذا أراد أن يقول "أعطني ماء"؛ يقوم برسم شيء كهذا
وكانت كل الكتابات القديمة مثل الهيروغليفية في مصر تتبع نفس المنهاج. وحتى يومنا هذا يوجد بعض اللغات التي تعتمد هذا النظام مثل الصينية واليابانية.
ولكن هذا النظام في الكتابة كان له عيبان رئيسيان:
- كثرة الأشكال والرموز اللازم حفظها للتمكن من الكتابة. فكل كلمة في مصطلحات اللغة سيقابلها رمز أو شكل معين يجب حفظه.
- كل رسم او رمز قد يحمل أكثر من معنى محتمل. فمثلا الرمز قد يعنى (ماء) او (مطر) او (نهر) أو معاني أخرى كثيرة ذات صلة، فكيف يمكن تحديد المعنى الصحيح المقصود في الكتابة؟
الفينيقيون
جاء الحل لتلك المشكلة من عند أصدقائنا "الفينيقيين" الذين سكنوا منطقة لبنان منذ آلاف السنين. حيث أراد التجار الفينيقيون تدوين معاملات البيع والشراء بصورة بسيطة وسهلة الفهم والتداول بعيدا عن تعقيدات أنظمة الكتابة الحالية.
لاحظ الفينيقيون أنهم يستخدمون عدد محدود من الأصوات في نطق جميع الكلمات في لغتهم فنظموها في أبجدية فينيقية مكونة من ٢٢ حرف وهي: أ - ب - ج - د - هـ - و - ز - ح - ط - ى - ك - ل - م - ن - س - ع - ف - ص - ق - ر - ش - ت
ثم قام الفينيقيون بإعطاء كل حرف مما سبق اسما عبارة عن إحدى الكلمات التي يبدأ نطقها بهذا الحرف. وهذا يشبه كأن نسمي في لغتنا العربية الحرف (أ) ب(أرنب) لأن كلمة أرنب تبدأ بالحرف (أ) وهكذا. فنتج عن ذلك الجدول التالي:
الحرف | الأسم | المعني بالفينيقية |
---|---|---|
أ | ألف | رأس الثور |
ب | بيت | البيت |
ج | جيمل | الجمل |
د | داليت | الباب |
هـ | ها | النافذة |
و | واو | الخطاف |
ز | زاين | السلاح |
ح | حيت | الجدار |
ط | طيت | العجلة |
ي | يود | اليد أو الذراع |
ك | كاف | كف اليد |
ل | لامد | الفأس |
م | ميم | الماء |
ن | نون | الثعبان |
س | سامك | السمكة |
ع | عين | العين |
ف | فاه | الفم |
ص | صاد | ورق الباردي |
ق | قوف أو قاف | ثقب الإبرة |
ر | راش | الرأس |
ش | شين | السن |
ت | تاو | الطابع أو العلامة |
الأحرف العربية
هل ترى شيئا مألوفا؟ إنها تقريبا نفس الأحرف العربية، أليس كذلك؟
لاحظ أن اللغة الفينيقية هي من اللغات السامية – نسبة إلى سام بن نوح (عليه السلام) -، لذلك ستجد تشابها كبيرا بينها وبين اللغة العربية.
كان هذا النظام الجديد في الكتابة ثوريا بكل المقاييس، فقد اختصر ألاف الرموز والكلمات اللازم حفظها في كل لغة إلى عدد محدود من الرموز التي تعبر عن الأصوات اللازم نطقها لقول الكلمة. وقد لاقى اعجابا كبيرا عند الحضارات الأخرى فقامت كل الحضارات بنقل هذا النظام من الفينيقيين إلى أنظمتهم الكتابية.
فمثلا، نقل الإغريق هذا النظام إلى لغتهم، فتحولت الأحرف (ألف - بيت - جيمل - داليت) إلى (Alpha - Beta - Gamma - Delta) إلى آخره...
وكذلك نقلتها العبرية والعربية
ختاما لاحظ
أن العربية أخذت من الفينيقية أسامى الأحرف فقط وليس طريقة رسمها.
أضافت اللغة العربية أحرفا أخرى لم تكن موجودة في الفينيقية مثل (الغين - الضاد - الظاء ... وهي كلمات ليس لها معاني في الفينيقية) ولكن تم تسميتها على نفس وزن مثيلاتها من الأحرف.
لا تنس أن تشاركنا رأيك بالتعليق والإعجاب . وأيضا، إعادة نشر المقال مع أصدقائك
ما هو رد فعلك؟